هذه قصة الفتاه نوره بعنوان نوره ماتت بدت اختي شاحبة الوجه نحياة الجسم..لكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم ..تبحث عنها تجدها في مصلاها راكعه ساجده رافعه يديها الى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل ...كنت احرص على قراءة المجلات الفنيه..اشاهد الفديو بكثره لا اؤدي واجباتي كامله ولست منضبطه في صلواتي بعد ان اغلقت جهاز الفديو هاهو الأذان يرتفع .. عدت لفراشي تناديني من مصلاها .. قلت: نعم ماذا تريدين يانورة؟
قالت لي بنبره حاده: لا تنامي قبل ان تصلي الفجر.
اوه.. بقي ساعه على الصلاه الفجر وماسمعته كان الأذان الاول
بنبرتها الحنونه نادتني: تعالي ياهناء إلى جانبي.. لا أستطيع إطلاقا ردّ طلبها..تشعر بصفائها وصدقها. نعم ماذا تردين ؟اجلسي..هاقد جلست ماذا تريدين ؟
بصوت عذب{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامه} سكتت برهة..ثم سالتني ألم تؤمني بالموت..بلى مؤمنه ألم تؤمني بأنك سوف ستحاسبين على كل صغيره وكبيره ..بلى .لكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل.. انظري هندا اصغر منك وتوفيت في حادث سيارة ..وفلانه وفلانه.. الموت لا يعرف العمر وليس مقياسا له ..اجبتها:انني اخاف من الظلام واخفتيني من الموت ..كيف انام الان كنت اظن انك وافقت على السفر معنا هذه الاجازه فجأه.. تحشرج صوتها وهتز قلبي.. لعلي هذه السنه أسافر سفرا بعيدا الى مكان آخر.. انفجرت بالبكاء..تفكرت في مرضها الخبيث وان الاطباء اخبروا ابي سرا ان المرض ربما لن يمهلها طويلا..؟جاءني صوتها القوي هذه المره: كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا اما الى الجنه او الى النار..تصبحين على خير.
هرولت مسرعه وصوتها يطرق اذني هداك الله..لا تنسي الصلاه.. وفي الثامنه صباحا اسمع طرقا على الباب .. هذا ليس موعد اسيقاظي بكاااء..واصوات.. ما ذا جرى؟
لقد تردت حالة نوره وذهب بها ابي الى المستشفى..ان الله وان اليه لا راجعون لا سفر هذه السنه..بعد انتظار طويل..بعد الواحده ظهرا هاتفنا ابي من المستشفى ..تسطيعون زيارتها الآن..هيا بسرعه..اخبرتني امي ان حديث ابي غير مطمئن وان صوته متغير..ركبنا في السياره امي بجواري تدعو لها ..انها بنت صالحه ومطيعه..
دخلنا المستشفى سالنا قالت الممرضه:انها في غرفة العنايه المركزه وسآخذكم اليها... دخلت امي ووقفت بجوارها بعد دقيقتين خرجت امي التي لم تستطع اخفاءدمعتها.سمحو لي بالدخول بشرط ان لا اتحدث معها كثيرا
كيف حالك يانوره؟ لقد كنت بخير البارحه ماذا جرى لك ؟اجابتني بعد ان ضغطت على يدي: وانا الان والحمد لله بخير قالت:تفكرت في قول الله تعالى { والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق} عليك ياهناء بالدعاء لي فربما استقبل عن ما قريب اول ايام الاخره سقطت دمعة من عيني بعد ان ماقالت وبكيت..ل.م انتبه اين انا .. استمرت عيناي في سكب الدموع.. مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين.. دخلت علينا ابنة خالتي..ابنة عمتي احاث سريعه ..كثر القادمون..اختطلت الاصوات..شي واحد عرفته.......نــــــــــــــوره ماتـــــــت.
يالله اين انا؟ ماذا يجري؟ عجزت حتى عن البكاء..دعت لي بالهدايه من ذرفت دموعها ليالي طويله وهي تحدثني عن الموت والحساب هذه اول ليله لها في قبرها..
اللهم ارحمها ونور لها قبرها هذا هو مصلاها وهذه سجادتها وهذا..وهذا بل هذا فستانها الوردي الذي قالت لي سأخبه لزواجي..
اللهم ارحمها